وقف الفنانون والإعلاميون دقيقة حدادا على أرواح شهداء ثورة 25 يناير الذين
ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، فى افتتاح فعاليات الدورة الـ27 لمهرجان
المسرح العربى "زكى طليمات"، وذلك بعد الدعوة التى وجهها لهم الكاتب الكبير
محمد جلال عبد القوى أثناء تكريمه بالمهرجان، حيث قال الكاتب، "أدعو
الحضور للوقوف دقيقة حدادا على أروح الشهداء الذين يتم قتلهم حتى الآن
بأياد مصرية".
وصرح محمد جلال عبد القوى لـ"اليوم السابع"، بأن ذلك
أقل شىء يقدمه للشهداء، كما عبر عن أمنيته فى ألا تمس العروض المسرحية ثورة
25 يناير إلا بعد رؤية المشهد بشكل واضح، فالكتاب لابد أن ينتظروا حتى
ينتهى الحدث ويبدأ فى الكتابة عنه من الناحية الإبداعية، وما سيكتب عن
الثورة فى الوقت الحالى سيكون بمثابة عمل توثيقى تسجيلى وليس عملا إبداعيا.
ووجه
عبد القوى كلمة شكر لأساتذته، وقال المعهد صاحب فضل كبير علىّ لأنه هو من
أوجد شخصيتى، حيث كنت قبل الالتحاق به أكتب الشعر والقصص، ولكن بلا هوية،
إلا أننى وجدت نفسى حينما التحقت بالمعهد.
وأقيم حفل الافتتاح
بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وبدأ الاحتفال بكلمة للفنان أيمن الشيوى،
أكد فيها على أهمية المعهد العالى للفنون المسرحية وسماه بالصرح الكبير
الذى أخرج العديد من المبدعين والفنانين، وبعدها بدأ الاحتفال بعرض صغير من
إخراج رامى الطمبارى، وذلك بمناسبة مئوية الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ
استعرض فيها الطمبارى أهم الأعمال لصاحب نوبل، كما استعرض من خلال شاشة
عرض أهم لقطات من حياة محفوظ وكلمات مأثورة له ولقاءات تليفزيونية وآخر عيد
ميلاد له، بالإضافة إلى عدد كبير من مشاهد لأهم أعماله، والتى تم تحويلها
لأعمال سينمائية مثل القاهرة 30 والسكرية والشحاذ والجوع والاختيار.
وبعد
العرض، تم تقديم الشاعر الكبير جمال بخيت لإلقاء كلمة بمناسبة مئوية
محفوظ، حيث وجه التحية لزوجة الأديب العالمى التى حضرت الحفل بصحبة ابنتيه
أم كلثوم وفاطمة، ورفض بخيت فى كلمته جميع المحاولات من بعض الأشخاص للنيل
من نجيب محفوظ، إلا أنه قال إن محفوظ أكبر من تلك الاتهامات، وأدبه سيظل
قائما، وبعدها ألقى واحدة من أشهر أعماله الشعرية وهى "مسحراتى العرب"،
والتى ألهبت حماس الحضور.
وصعد الكاتب الكبير يوسف القعيد أحد أقرب
أصدقاء محفوظ وقال، لست مفوها مثل جمال بخيت ولا أجيد فن الخطابة، والشىء
الوحيد الذى أجيده هى الكتابة، وقال إن نجيب محفوظ فى عام الثورة ظلم لأنه
العام الذى نحتفل فيه بمئويته، فكان من المفترض افتتاح متحفه بمنطقة الحسين
إلا أن الأحداث الجارية حالت دون ذلك، وتمنى أن تنظر الحكومة بعين
الاهتمام لهذا الأمر حتى يحصل محفوظ على حقه.
وأكد القعيد أن صاحب
نوبل رد على جميع الاتهامات التى وجهت إليه من بعض الإسلاميين من قبره، ومن
خلال نتاجه الثقافى الكبير، وبعد فترة قصيرة من الاستراحة استؤنف الحفل
بتكريم دفعة 1994 خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية وهم الفنان إيهاب
فهمى وشريف عواد وأمين محمد ونسمة محمود والفنان ياسر صادق، ومن قسم
الدراما سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية وأيمن فاروق ومحمد سعد
عبد الهادى ومها عبد الرحمن وعبير رمضان وأمانى حسن وعمر محمد وعزمى فكرى،
وطالب الكاتب محمد الغيطى بإلقاء كلمة وقال، "اليوم هو أعظم رد على الذين
يريدون إعادة مصر إلى العصور الوسطى، ودعا إلى عدم الالتفات إلى تلك
الاتهامات، وأرجو أن ترفعوا راية الفن المصرى فى وجه المرضى النفسيين
والسلفيين والمتعصبين".
وكرمت لإعلامية بوسى شلبى مقدمة الحفل
الفنانة إلهام شاهين، والتى وجهت كلمة شكر وشددت الفنانة الكبيرة على أهمية
الجانب الأكاديمى فى الفن والتمثيل، مؤكدة أن الأمر لا يقتصر على مجرد
الموهبة وأشادت بدور المعهد العالى للفنون المسرحية فى إخراج العديد من
العظماء.
كما تم تكريم الفنان رشوان توفيق الذى بدا عليه التأثر الشديد
بتكريمه، وقال حينما أبلغنى الدكتور أشرف زكى بتكريمى كنت فى غاية السعادة،
لأن المعهد هو بيتى منذ عام 1955، وحرصت إدارة المهرجان على تكريم النجم
الشاب كريم عبد العزيز الذى قال، "كل فنان سواء كان كبيرا أو صغيرا يسعد
كثيرا بأى تكريم له ولكن إذا كان هذا التكريم من أهل بيته فيكون شيئاً آخر،
والأكاديمية لها فضل كبير على وأشكر والدى المخرج محمد عبد العزيز".
ومن
المقرر أن يستمر المهرجان حتى يوم 31 ديسمبر، ويشارك به 10 عروض مسرحية،
ويرأس لجنة التحكيم المخرج أحمد عبد الحليم، وتضم فى عضويتها أحمد صقر
وأحمد شفيق والمنتج خالد حلمى والفنانة سميرة محسن والدكتور سيد الإمام
والكاتب محمد الغيطى.
الرئيسية 
الأربعاء 25 يوليو - 12:45
