ابتكر مهندسون فلسطينيون إنسانا آليا (روبرت) لاطفاء الحريق في الظروف الصعبة
ويقول الفريق المسؤول عن الابتكار إن العمل في الإطفاء من المهن الخطيرة
ويقال عنها "مهنة التضحية " التي يخترق من خلالها رجل الإطفاء النار ولا يفكر
وقتها بشيء إلا الطريقة المناسبة التي ينقذ بها المستغيث من النيران الحارقة، والعمل
على إطفاء الحريق من دون أدنى تفكير على حياته، ويصبح الأمر أكثر صعوبة وخطورة
حينما يعمل رجل الإطفاء في قطاع غزة خاصة حينما ينحصر بين النيران ومن
فوقه طائرات الاحتلال التي تقصف موقع الحريق أو حتى عندما تقصف أي منطقة
من مناطق قطاع غزة المحاصرة، هذا الخطر هو ما دفع مجموعة من المهندسين في قطاع
غزة أن يسخروا علمهم لتحدي الحصار عبر صناعتهم "روبرت الإطفاء" والذي يتم
التحكم به عن بعد في سرعة فائقة لإطفاء الحريق.
المهندسون الغزيون طارق التلمس، ومحمد هنية، وطارق أبو هين، ومحمد السنوار،
سَخَّروا علمهم الهندسي لصناعة روبرت لإطفاء الحرائق بعد أن استشعر كل واحد
منهم خطورة، وصعوبة العمل في مهنة الإطفاء في قطاع غزة المحاصر خاصة أثناء
العدوان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقالالمهندس طارق التلمس ل الشرق: تتمثل
الفكرة في المراحل الأولى لولادتها بالعمل على تزويد رجل الإطفاء الآلي بالقدرة على
البحث عن أماكن تواجد الحريق في أسرع وقت، والعمل على إطفائه بسرعة، وذكر أن
المشروع الذي أشرف عليه الدكتور حاتم العايدي من قسم الهندسة الكهربائية في
الجامعة الإسلامية، وطبق بشكل مصغر من خلال وضع الروبرت في متاهة يتم من
خلالها تواجد حريق صغير فيعمل الروبرت على البحث عن الحريق والعمل على إطفائه،
وتتم عملية البحث بسرعة وحينما يدخل مكان ولا يجد به الحريق مباشرة يعمل
برمجة بعدم العودة مرة ثانية لتلك المنطقة والبحث عن المناطق المتبقية، وتتم هذه
العملية بشكل تلقائي.
وأشار المهندس التلمس، إلى تبلور الفكرة والعمل على تطويرها من خلال تزويد
الروبرت في كاميرات تصوير وتزويده بأجهزة اتصال يتم من خلالها التعامل
مع الحريق من بعد، وأضاف "يتم العمل على إرسال الصور التي يصورها الروبرت
مباشرة إلى الجهات المتحكمة بها وبعد الاطلاع بشكل سريع على أوضاع الحريق
للمكان المحترق يتم تقديم توجيهات عبر آلية الاتصال لاسلكي لإطفاء الحريق".
وأوضح أن هذه الآلية لها أهمية كبيرة لعمل الإطفاء في قطاع غزة نظرا لخطورة الوضع
خاصة حينما يتعلق ذلك بعمل رجل الإطفاء أثناء الحرب حيث إن آليات الاحتلال كثير
ما كانت تعاود عملية القصف للمناطق التي تم قصفها مما يعرض حياتهم للخطر،
وكانت حرب غزة" الفرقان" دليلا واضحا على استهداف رجال الإطفاء.
ولفت إلى أنه يتم تجهيز رجل الإطفاء الآلي في آلية الإطفاء من خلال تزويده بالقدرة
على سحب خراطيم المياه، أو استخدام أنابيب البودرة لإطفاء الحريق"، موضحا أن
الأمر لا يتعلق بالحرب فقط خاصة حينما يتم اشتعال ناقلة الوقود فعملية الإطفاء
تكون صعبة للغاية لرجل الإطفاء نظراً لخطورة الوضع.
وكما أثر الحصار على مختلف قطاعات الحياة في قطاع غزة كان كذلك له التأثير
على المشروع الهندسي لروبرت الإطفاء حيث أوضح التلمس، بأنه أثناء إعداد
وتجهيز أدوات المشروع تم مواجهة العديد من المشاكل التي تمثلت بعدم توفير العديد
من الأدوات وما تم الحصول عليها كانت بأسعار مرتفعة ونادرة، وتمنى المهندس
التلمس مثل الأمنية التي يحلمها زملاؤه، العثور على وظيفة ثابتة يستطيع كل
واحد منهم أن يكمل خطوات مسيرة حياته خاصة أنهم يمتلكون عقولا تستطيع أن
تبني وتبتكر وتخترع، معربين عن أملهم في إيجاد من يتبنى فكرة مشروعهم التي
لا يحتاجها رجل الإطفاء في قطاع غزة المحاصرة فحسب إنما يحتاجها رجل
الإطفاء في كل بلدان العالم.
الرئيسية 
الإثنين 6 أغسطس - 12:32
